استيفان روستي.. حضر جنازته بنفسه وعشق حبيبة والده وعاش حزينا بعد رحل ابنيه ونهايته كانت مأساوية
يعتبر الفنان استيفان روستي أحد أهم الفنانين الذين برعوا في أدوار الشر والكوميديا، فلقد كان له لون مختلف عن باقي فناني جيله، ولم يشبه أحد على الإطلاق ويعد من الفنانين المظلومين إعلامياً رغم أنه يعد أحد عمالقة الفن
نشأة استيفان روستي
وُلد إستيفان روستي في 16 نوفمبر عام 1891 لأب نمساوي يعمل سفير النمسا في القاهرة وأم إيطالية، ولم تستمر تلك الزيجة طويلا وإنفصلا بسبب المشاكل التي قابلت عمل والده الدبلوماسي وعاش مع والدته في إيطاليا.
وتوفى في 26 مايو عام 1964 ولم يجدوا في جيبه سوى عشرة جنيهات، وقد وصل عدد الأفلام التي شارك في تمثيلها وإخراجها والتمثيل فيها إلى 380 فيلما سينمائيا على مدى أربعين عاما هي عمره الفني.
لقد نجح روستي في أن يجمع بين الشر والكوميديا، وأن يُصبح وحده تقريبا الشرير الكوميديان بين الأخيار أو لنقل أكثر الكوميديانات شرا على الشاشة أو أكثر الأشرار حضورا خفة ومرحا. وهي البصمة الخاصة التي ظل يتفرد بها على شاشة السينما حتى اليوم لم ينازعه فيها أحد سوى الفنان الكبير عادل أدهم.
بداية إستيفان روستي الفنية
إلتحق في مدرسة رأي التين الإبتدائية إلى أن تزوجت والدته من رجل إيطالي آخر ليترك المنزل شابا ويلتقي صدفة بـ عزيز عيد الذي أعجب به لطلاقته باللغة الفرنسية والإيطالية وقدمه في فرقته، سافر إلى النمسا بحثاً عن والده ثم إلى فرنسا وألمانيا وعمل راقصاً في الملاهي الليلية
وبالمصادفة التقى بمحمد كريم الذي كان يدرس الإخراج السينمائي في ألمانيا وتعرف على سراج منير الذي هجر الطب ليتفرغ لدراسة الفن وقرر استيفان أن يلتحق بنفس المعهد ليدرس التمثيل دراسة أكاديمية، وعاد إلى القاهرة وتعرفت عليه المنتجة عزيزة أمير التي انبهرت بثقافته السينمائية الكبيرة وأسندت إليه مهمة إخراج فيلم «ليلى».
أفلام أخرجها إستيفان روستي
قام بإخراج العديد من الأفلام ومنها ليلى، البحر بيضحك ليه، عنتر أفندي، الورشة، ابن البلد، جمال ودلال، أحلاهم.
حبيبة والد استيفان روستي
التقي إستيفان روستي، براقصة نمساوية في مصر أحبها وهام بها، وعندما سافرت قرر السفر إليها ليتزوجها، ليكتشف أنها «حبيبة» والده الذي طرده شر طردة، ليعود إلى مصر ويغلق باب قلبه حتي قارب الـ 60 من عمره، حتى تعرف علي امرأة إيطالية صارت زوجته بعد ذلك.
عاش إستيفان روستي، مأساة في بيته والتي بدأت فور إنجاب زوجته الإيطالية لطفليه التوأم اللذان توفيا في أوقات متعاقبة، لتكون البداية لحرمان روستي من الأطفال، الأمر الذي ترك جرحا كبيرا في نفسيته خاصة أنه كان شخصا يعشق الأطفال.
وفاة إستيفان روستي المأساوية
في اليوم الأخير لـ استيفان روستي، بالحياة، كان جالسا في أحد المقاهي يلعب الطاولة مع أصدقائه بعد مشاهدته العرض الأول لفيلمه “آخر شقاوة”، وأثناء جلوسه شعر بآلام مفاجئة في قلبه، وعلى الفور نقله أصدقاؤه إلى المستشفى اليوناني
وعندما قام الأطباء بفحصه وجدوا انسدادا في شرايين القلب ونصحوا أصدقاءه بضرورة نقله لمنزله القريب من المقهى، ولم تمض سوى ساعة واحدة حتى فارق روستي الحياة.
عند وفاته، لم يكن في بيته سوى 7 جنيهات، وشيك مصرفي بمبلغ 150 جنيهًا يمثل الدفعة الأخيرة من فيلمه «حكاية نص الليل»، تاركا بصماته الواضحة ولمساته المتفردة ذات النكهة الخاصة.