لماذا صفق الفنان البريطاني تشارلز لوتون لـ صلاح منصور؟
تحل اليوم، ذكرى رحيل الفنان صلاح منصور الذي اشتهر بأدوار الشر في السينما المصرية، قدم العديد من الأدوار الجيدة والتى تظل محفورة في أذهان المشاهد العربى، عاش حياة مليئة بالحزن
وفقد ابنيه الأول كان طفلا يعانى من الضمور في الأعضاء، وابنه الثانى استشهد في حرب أكتوبر، حيث إنه عندما علم بذلك الخبر وزع الشربات ورفض مكافأة نجله ومعاشه، حيث تبرع بكل ذلك للجيش المصرى.
عُمدة السينما، واحد من أهم النجوم الذين برعوا في تقديم دور الرجل الصعيدي، امتلك صفات ومواهب خاصة، فكان له عينان براقتان، تساعدانه على الإبداع في تقديم مشاهده، فعندما يشتاط غضبًا كان يرعب من يقف أمامه.. هو الفنان القدير صلاح منصور، ذلك النجم الذي لا يشبهه أحد.
من هو صلاح منصور؟
صلاح منصور الذي تمر اليوم ذكرى وفاته، كان يرسم دوره بعناية شديدة في الأعمال التي يشارك فيها، فمن أبرز الأدوار التي قدمها طوال مشواره الفني على الإطلاق، هو العمدة عتمان، الذي تزوج من "فاطنة"
التي لعبت دورها سندريلا الشاشة سعاد حسني، في فيلم الزوجة الثانية، حيث ارتبط ذهن جمهور صلاح منصور بـ العمدة عتمان، هذا الدور الذي أبدع الراحل في تجسيده.
تشارلز لوتون يصفق لصلاح منصور
وجمهور صلاح منصور لم يقتصر على المُشاهد المصري، بل نالت موهبته إعجاب الفنان البريطاني الشهير تشارلز لوتون، هذا النجم العالمي الذي صفق لـ عمدة السينما، حينما شاهد دوره الأحدب بفيلم مع الذكريات
الذي عرض في لندن عام 1962، فبعد العرض صفق لصلاح وقبله وقال: لو أن هذا الممثل الموهوب موجود عالميًا لكنت أسلمت له الراية من بعدي.
أعمال صلاح منصور
وتجلت عبقرية وتألق صلاح منصور في الأعمال التي قدمها بعد ذلك، منها: القطط السمان، يمهل ولا يهمل، أحلام الفتى الطائر، أنف وثلاث عيون، البعض يعيش مرتين، البوسطجي، الزوجة الثانية، ثمن الحرية، أرملة وثلاث بنات.
تعلق صلاح منصور بالتمثيل منذ عام 1938، وصعد لأول مرة على خشبة المسرح المدرسي، ونال الإعجاب عن دور «هاملت» في رائعة شكسبير، وكان في الخامسة عشرة من عمره
وبعد عامين أنهى دراسته في مدرسة شبين القناطر بمحافظة القليوبية (شمال القاهرة)، وغادر بلدته إلى القاهرة، وعمل صحافيا في مجلة روز اليوسف، وتركها ليلتحق بمعهد التمثيل
وتخرج عام 1947 في الدفعة الأولى التي ضمت فاتن حمامة وشكري سرحان وفريد شوقي وعمر الحريري وغيرهم. رحلة الاحتراف بدأ منصور رحلة الاحتراف في مجال التمثيل، وانضم إلى العديد من الفرق المسرحية، وساهم في تأسيس المسرح الحر عام 1952
وخلال مشواره قدم العديد من الأدوار المهمة في مسرحيات عربية ومترجمة، منها «زقاق المدق» عن رواية نجيب محفوظ، و»الناس اللي تحت» تأليف نعمان عاشور
وفي عام 1972 قدم للمسرح الحديث «الفخ» للكاتب ألفريد فرج، وإخراج حسن عبدالسلام. المسرح المصري ويعد منصور أحد فرسان المسرح المصري في الستينيات، وتنقل بين فرق القطاع العام، مثل القومي والحديث والكوميدي
وقدم من خلالها «شيء في صدري» عن قصة إحسان عبدالقدوس، و«الخرتيت» للكاتب الفرنسي يوجين يونسكو
و»يا طالع الشجرة» للكاتب توفيق الحكيم، و»الإنسان والظل» تأليف الدكتور مصطفى محمود، و»رومولوس العظيم»، و»زيارة السيدة العجوز» للكاتب السويسري فردريك دورينمات.
وقبل رحيله بشهور قليلة، انضم إلى فريق مسرحية «بكالوريوس في حكم الشعوب» تأليف علي سالم وإخراج شاكر عبداللطيف، وبطولة نور الشريف وليلى علوي، لكن منصور اعتذر أثناء البروفات لتدهور حالته الصحية، وأسند دوره للفنان يحيى الفخراني.