نور الهدي.. القبطية التي غنت للحجاج وغارت من أم كلثوم ولجأت لجمال عبدالناصر لإنقاذها من مكائد كوكب الشرق
الممثلة نور الهدى والتي ولدت عام 1924 ورحلت عام 1998 عن عمر يناهز ال74 سنة.. كانت إحدى أهم المواهب في تاريخ السينما المصرية
أمضت الفنانة نور الهدى عشر سنوات من العمل في السينما المصرية، وغنّت ألحاناً لكبار الموسيقى العربية عانت بدايات صعبة، فواجهت العديد من العقبات التي عزاها كثيرون إلى غيرة بعض الفنانات المصريات، من هذه المرأة الآتية من بيروت لتسرق منهنّ بريق الشهرة.
من هي نور الهدي ؟
اسمها الحقيقي الكسندرا نقولا وقد ولدت في تركيا وعندما علم والدها بموهبتها الغنائية والتمثيلية دعمها بقوة حتى التقت بالممثل يوسف وهبى والذي اكتشفها لتبدأ مشوارها الفني في مصر .
حالفها الحظ للعمل مع عدد من النجوم منهم محمد فورزي وفريد الأطرش كما قدمت الكثير من الأفلام منها "نرجس" و"عايزة اتجوز"، و"متقولش لحد" و"شباك حبيبي"، وغنت في العديد من المناسبات الهامة ومنها حفل بالسفارة السورية تواجد به الملك فاروق .
بداية نور الهدي الفنية
وكانت البداية الفنية لنور الهدى عام 1942م على يد الفنان الكبير يوسف وهبي، الذي كان قد انتهى من إعداد فيلم الجوهرة، الذى أسند دور البطولة فيه إلى هذه المطربة اللبنانية المغمورة، وهو ما دفع السينمائيون والنقاد إلى اتهامه بالتهور لأنه اسند دور البطولة لفنانة ناشئة لا يعرف عنها الجمهور شيئًا.
واختار يوسف وهبى للوجه الجديد الذى اكتشفه اسم "نور الهدى"، ليكتب بذلك بداية ميلاد نجمة جديدة فى عالم الفن والطرب.
وحققت نور الهدى شهرة ونجاحاً واسعاً فى فترة من أزهى فترات الطرب تنافس فيها العمالقة، ولكنها استطاعت أن تثبت موهبتها بينهم، وغنت عشرات الأغانى ومنها "إن جيت للحق أنا زعلانة، يا ساعة بالوقت اجرى، ماتقولش لحد، مالكش حق، وأوبريت قمر الزمن، هل هلال العيد، ياجارة الوادى"
وغيرها عشرات الأغانى والموشحات والأوبريتات والاستعراضات التى غنتها نور الهدى ولازلنا نستمتع بها، وتعاونت فيها مع عمالقة التلحين والتأليف ومنهم أحمد رامي، وبيرم التونسي، وبديع خيري، ورياض السنباطي، محمد القصبجي، فريد غصن، كما آمن بها الموسيقار محمد فوزى وكون معها دويتو ناجح وتعاون معها فى 4 أفلام
كما عملت مع عدد كبير من كبار الفنانين مثل فريد الأطرش ومحمد عبد الوهاب، وكان آخر أفلام نور الهدى هو فيلم حكم قراقوش عام 1953م.
شرط نور الهدي للتمثيل
وكانت نور الهدى من الفنانات اللاتى يرفضن ويشترطن عدم وجود قبلات لهن فى الأعمال الفنية، حتى فى بداية مشوارها الفني، حيث حدث خلاف بين والدها من ناحية ومكتشفها يوسف وهبي من ناحية أخرى كاد يحول دون عملها فى السينما
حيث أصر والدها على وضع شرط فى العقد الذى وقعته ابنته مع يوسف وهبى يمنع أن تقوم بأى دور يتضمن قبلات لابنته، حتى استطاعت الابنة احتواء الموقف قبل أن يصل الخلاف إلى طريق مسدود
حيث أقنعت والدها بأن يوسف بك رجل فاضل ولا يشارك إلا فى صنع الأفلام الأخلاقية التى تخلو من المشاهد المثيرة والقبلات ولن، يكون فى الفيلم أى قبلة ولن تسمح هى بأن يقبلها أحد أثناء التصوير.
نور الهدي تغني للحجاج
كما كانت نور الهدى من المطربات المسيحيات اللاتى غنين للحج ولأعياد المسلمين ومن هذه الأغنيات: هل هلال العيد، وأغنية "الحج"، خلال أحداث فيلم "أفراح"، الذى أخرجه نيازى مصطفى عام 1950م.
شكاوى ضد نور الهدي
كثرت الشكاوى ضد نور الهدى من غريماتها ليلى مراد ورجاء عبده التي تحركت ضدّها بإيعاز من أم كلثوم حسب كلام نور الهدى في مقابلة صحفية أجريت عام 1991 وكانت النتيجة المماطلة في تجديد إقامتها.
لجوء نور الهدي لجمال عبدالناصر
أجبرت نور الهدى على أن تتعهد خطياً بعدم إقامة أي حفلة في مصر، وعدم المشاركة إلا في فيلمين في السنة كحد أقصى، إذا أرادت أن تبقى في مصر وهو ما دفعها لأن توجه عام 1956 رسالة إلى الرئيس المصري جمال عبد الناصر عبر مجلة الشبكة.
كتبت نور الهدى: الإجراءات التي فرضتها قوانين الرقابة المصرية الصارمة علينا، نحن أهل الفن في لبنان وسوريا، باتت تتنافى وروح الثورة التي من أسسها تقوية العلاقات الأخوية الطبيعية بين مصر وكل قطر عربي.
وأضافت: لماذا يا سيدي الرئيس يفرض عليّ أن أتوجه بكتاب إلى وزارة الداخلية في القاهرة لتوافق على منحي سمة الدخول إلى مصر، ولا يفرض لبنان بالمقابل سوى طلب بسيط تتقدم به الفنانة المصرية إلى سفارتها في القاهرة لا لوزارة داخلية لبنان؟
نور الهدى لم تتزوج وقد أعربت مراراً عن ندمها على عدم الزواج والإنجاب طوال حياتها. وقد رحلت يوم 9 يوليو عام 1998.
ابتعاد نور الهدى عن الفن
رغم نجاحها الكبير ابتعدت نور الهدى عن الفن والأضواء مبكراً بعد أن قدمت حوالى 25 فيلماً، وذلك بعد أن حاصرتها الضرائب وقررت نقابة الموسيقيين منعها من الغناء فى الحفلات واقتصارها على الغناء بالأفلام، فتركت نور الهدى مصر وانتقلت إلى لبنان، وانزوت هناك حتى رحيلها عام 1998م.