الملك فاروق وفريدة.. زفاف أسطوري أفسدته الملكة نازلي وطلاق مزدوج لامتصاص غضب الشعب
في مثل هذا اليوم 20 يناير 1938 شهدت مصر حفل الزواج الملكى الإسطورى الذى جمع بين الملك السابق فاروق ابن الثامنة عشر وزوجته صافيناز ذو الفقار صبرى ابنة السادسة عشر
حيث أقيم الحفل بقصر القبة بالقاهرة، واستمر ثلاثة أيام ، حيث زينت الميادين بباقات الورد وأضيئت الشوارع والمساجد وعزفت الموسيقى في الإذاعة.
زواج الملك فاروق والملكة فريدة
وقَّع عقد الزواج الشيخ مصطفى المراغي، شيخ الأزهر، الذي افتتح الحفل بقوله (أسأل الله سبحانه وتعالى أن يحفظ هذا القران السعيد بالبركات، وأن يديم لحضرتيّ صاحبيّ الجلالة نعمة السعادة ودوام الهناء)
كما شهد علي ماهر باشا على الزواج، وصدرت طوابع بريد وعملات تذكارية بهذه المناسبة تحمل صورة العروسين، وكتبت الصحف في اليوم التالى في مانشيتاتها: "أشرقت الشمس بنورها وازدهر الكون بفرح وليِّه
وكان سرور الأمة البالغ بزواج الفاروق مظهرًا من مظاهرِ الولاء لذاته والتيمن بشخصه والدعاء له بالنصر والتأييد".
سيارة هدية من هتلر
تجمع مئات الضيوف فى حدائق قصر القبة المليئة بالاشجار وحضر حفل الزفاف أفراد العائلة المالكة والأمراء وملوك أوروبا وكبار رجال الدولة، وأهدَى الزعيم الألمانى هتلر سيارة متميزة إلى فاروق
وأحيت الحفل المطربة أم كلثوم التي قدَّمت وصلة غنائية أربع ساعات بدأتها بأغنية خاصة بالمناسبة، ثم رقصت تحية كاريوكا على الأنغام المصرية.
فستان الملكة فريدة
ارتدت فريدة فستانً العرس من الدانتيل الأبيض الفرنسي المنسوج بخيوط الفضة المرصَّع بالأحجار الكريمة المصنوع في أرقى محلات الموضة بباريس "محلات ورث"، وكان ذيل الفستان طوله 15 مترًا من التل الخفيف
أما كعكة عقد القران فكان طولها خمسة أمتار، وقدَّم فاروق للعروس فريدة هدية الزواج عقدًا ثمينًا من الماس النادر، وقدَّمت الملكة نازلي والدة الملك فاروق للعروس تاجًا مرصعا بالجواهر وسطه زمردة نادرة تعلوه ماسة ثمينة برسمة القلب.
خطبة لمدة عام كامل
والملكة فريدة من مواليد الإسكندرية عام 1921، وهى ابنة وصيفة الملكة نازلى التي اختارتها عروس لابنها فاروق وسافرت معها في رحلة ملكية الى أوروبا لشراء احتياجات العرس وتدريبها على بروتوكول السرايات والاتيكيت وأعلنت الخطبة رسميا عام، 1937
وكان الزواج يبدو أنه سعيد، لكن كانت الملكة نازلي تُعرف بسيطرتها على ابنها الملك وعلى القصر ومن فيه، فثارت المشاكل بين الحماة وزوجة الابن، وشهدت حياتهما الزوجية الكثير من التوترات بسبب الغيرة والهجر وبسبب علاقات الملك النسائية خاصة بعد أن أنجبت ثلاث بنات هن الأميرات "فريال وفوزية وفادية" وعدم انجابها لولى العهد، ونتيجة تجاهل الملك لها وحرب الملكة نازلي معها طلبت فريدة الطلاق.
محاولة امتصاص غضب الشعب
بعد انتهاء حرب فلسطين وافق الملك السابق فاروق على الطلاق؛ لرغبته في إنجاب ولي العهد وفَرض شروطًا للطلاق، منها: إعادة الهدايا التي كان أهداها إليها وإعادة التاج الذي أهدته لها الملكة نازلي، وحين طلب فاروق من شيخ الأزهر محمد مصطفى المراغي
أن يكتب في وثيقة الطلاق شرطًا وهو عدم إمكانية زواجها مرة أخرى من أي شخص غيره ـ أسوة بزوجات الرسول عليه الصلاة والسلام ـ رفض الشيخ؛ لمخالفته الشريعة الإسلامية، وقد حرص فاروق ان يتزامن طلاق فريدة مع طلاق شقيقته الأميرة فوزية من شاه إيران حتى يمتص غضب الشعب الذى كان قد أحب فريدة.
شروط الطلاق
وقد شهد قصر ونتر بالاس بأسوان وقائع الاستعداد لمراسم الطلاق بين الملك السابق فاروق وزوجته الأولى الملكة فريدة، فطوال شهر ديسمبر 1948 كان الفندق بأروقته مشغولا بعدد كبير من أفراد الأسرة المالكة التي استقلت القطار الملكى من القاهرة الى أسوان
ويضم فريقين الفريق الأول الملكة نازلى وشقيقها حسين صبرى وزوجته شهيرة هانم، والفريق الآخر الملكة فريدة ووالدتها وخالها حسين سرى باشا رئيس الوزراء وزوجته وشقيق فريدة شريف وابن عمها إسماعيل مظلوم
وانتهى الأمر باتخاذ الفريقين قرار الطلاق الذى كان بائنا وفق رغبة فاروق الذى وعد ذلك كرما منه وأنه كان في إمكانه الزواج بغيرها ثم ردها الى عصمته لكنه لم يقصد الإيذاء ولكن التسريح جاء بمعروف.
وتنازلت فريدة عن بناتها فوزية وفريال واستمرت حاضنة لابنتها فادية لصغر سنها، وعادت فريدة لإسمها الأصلى صافيناز ذو الفقار صبرى والى بيت والدها بعد عشر سنوات زواج..